يعد COP28، المؤتمر الثامن والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، حدثًا عالميًا مهمًا مخصصًا لمعالجة تغير المناخ.
وقد جمع المؤتمر، الذي استضافته دبي، واستمر لمدة 12 يومًا، قادة وصانعي سياسات وعلماء وناشطين من جميع أنحاء العالم لمناقشة وصياغة استراتيجيات لمكافحة تغير المناخ. باعتباره منصة مهمة للعمل المناخي، يلعب مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون دورًا مهمًا في الجهود العالمية للتخفيف من آثار تغير المناخ والتعاون من أجل مستقبل أكثر استدامة.
باعتبارنا إحدى الشركات الاستشارية العالمية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، فقد سلطنا الضوء على المواضيع الرئيسية ونقاط الحوار لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.
المواضيع الرئيسية وجداول الأعمال
اجتمع أكثر من 70 ألف من قادة العالم والمسؤولين الحكوميين والمدافعين عن البيئة لمناقشة النقاط الرئيسية التالية، والتي تتمحور جميعها حول الموضوع الرئيسي المتمثل في "التقييم العالمي"، وهو أول تقرير رسمي للتقدم.
التخفيف من آثار المناخ
ومع الحاجة الملحة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، ركز المندوبون على تعزيز وتسريع الجهود الرامية إلى الحد من انبعاثات غازات الدفيئة. وتشمل الجهود وضع أهداف أكثر طموحًا لخفض الانبعاثات، وتنفيذ التحولات في مجال الطاقة النظيفة، وتعزيز الاستخدام المستدام للأراضي، وتعزيز التعاون الدولي لضمان مستقبل مستدام لكوكبنا.
التكيف
وقد نظر مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في جدول أعمال شرم الشيخ للتكيف مع العمل على تحقيق التنمية القادرة على التكيف والمرونة. وسيتناول المندوبون استراتيجيات المجتمعات والنظم البيئية الضعيفة لمكافحة آثار تغير المناخ. على سبيل المثال، تدابير التكيف المبتكرة، وتعزيز تمويل المناخ لمشاريع التكيف وضمان الوصول العادل إلى الموارد والتكنولوجيا. وتعد استراتيجيات التكيف القوية هذه ضرورية لحماية الأرواح وسبل العيش والبيئة الطبيعية في مواجهة التحديات المناخية المتصاعدة.
التمويل
وشدد المؤتمر على تعبئة التمويل المناخي على نطاق واسع لدعم جهود التخفيف والتكيف، وخاصة في البلدان النامية. وركز المندوبون على تأمين التمويل الكافي، واستكشاف آليات مالية مبتكرة، وضمان التوزيع الشفاف والعادل للموارد.
نقل التكنولوجيا
هناك حاجة إلى تسهيل نقل التكنولوجيات النظيفة والمستدامة إلى البلدان التي تحتاج إليها لأغراض التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، وخاصة في العالم النامي. ويركز مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون على آليات سد الفجوات التكنولوجية، وتعزيز البحث والتطوير، وتعزيز التعاون الدولي في تبادل ونشر الابتكارات الصديقة للمناخ.
المبادرات والالتزامات العالمية
ولسوء الحظ، كشف تقرير أولي يلخص النتائج أن الجهود العالمية تحتاج إلى اللحاق بأهداف اتفاق باريس. ومع ذلك، فإن بعض الدول والمنظمات الدولية تحقق تقدمًا في مجالات معينة، مثل ما يلي:
- أهداف خفض الانبعاثات إلى الصِفر: تعهدت العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين، بتحقيق صافي انبعاثات غازات الدفيئة صِفر بحلول عام 2050 و2060 على التوالي.
- التوسع في الطاقة المتجددة: أعلنت ألمانيا والهند والبرازيل عن خطط للاستثمار في توسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة. على سبيل المثال، وافق مجلس الوزراء الألماني على خطة للاستثمار الأخضر بقيمة 58 مليار يورو لعام 2024.
- التحول إلى الطاقة المستدامة: تخطو دبي والمملكة العربية السعودية خطوات كبيرة في التحول إلى مصادر الطاقة المستدامة. على سبيل المثال، أطلقت دبي استراتيجية دبي للطاقة النظيفة، والتي تهدف إلى توليد 75% من طاقتها من مصادر نظيفة بحلول عام 2050.
- إعادة التشجير والتشجير: تعمل مبادرات مختلفة، مثل مبادرة إعادة تشجير المناظر الطبيعية للغابات في أفريقيا، على استعادة الغابات وتوسيعها لامتصاص ثاني أكسيد الكربون وتحسين التنوع البيولوجي.
- تمويل المناخ: تعمل المنظمات الدولية، مثل صندوق المناخ الأخضر، بالإضافة إلى العديد من البلدان، على زيادة مساهماتها المالية لدعم جهود التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره في الدول النامية.
- اعتماد المركبات الكهربائية: يجري التخلص تدريجياً من مركبات محركات الاحتراق الداخلي في بعض البلدان، مثل النرويج وهولندا، في حين يتم الترويج للسيارات الكهربائية للحد من الانبعاثات المرتبطة بوسائل النقل.
دور دولة الإمارات العربية المتحدة
تعكس المشاركة النشطة لدولة الإمارات العربية المتحدة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) والتزامها بمبادرات الطاقة المتجددة والاستدامة تفانيها في المعركة العالمية ضد تغير المناخ مع ضمان مستقبل مستدام ومرن للدولة في الوقت نفسه.
وتتجاوز مشاركة دولة الإمارات استضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) لتشمل مبادرات أخرى تعالج تغير المناخ. على سبيل المثال، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن هدفها المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، بما يتماشى مع الجهود العالمية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
كما قامت المنطقة باستثمارات كبيرة في مشاريع الطاقة المتجددة، مثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، وهو أحد أكبر مجمعات الطاقة الشمسية في العالم، مع خطط لتوسيع قدرته إلى 5 جيجاوات بحلول عام 2030.
ومن خلال إعطاء الأولوية للبنية التحتية المستدامة، قامت مدن مثل دبي وأبو ظبي بدمج معايير البناء الأخضر وتصميمات البنية التحتية الصديقة للبيئة. تهدف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جعل جميع المباني الجديدة في دبي مستدامة بحلول عام 2030 من خلال مبادرات مثل لوائح ومواصفات المباني الخضراء في دبي.
مبادرات المملكة العربية السعودية بشأن المناخ
شاركت المملكة العربية السعودية بنشاط في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، مع التركيز على تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتنويع الاقتصاد.
تحدد رؤية المملكة العربية السعودية 2030 استراتيجية للتنويع الاقتصادي، مما يقلل من اعتماد البلاد على عائدات النفط. ومن خلال تطوير صناعات وقطاعات جديدة، بما في ذلك الطاقة المتجددة والسياحة، تهدف الخطة إلى خلق اقتصاد أكثر استدامة ومرونة.
وأطلقت المملكة مشاريع بارزة للطاقة المتجددة، بما في ذلك مشروع سكاكا للطاقة الشمسية بقدرة 1.2 جيجاوات. وتهدف المملكة العربية السعودية أيضًا إلى تطوير 70٪ من قدراتها في مجال الطاقة المتجددة من مصادر الرياح والطاقة الشمسية كجزء من خطة رؤية 2030 لتنويع مزيج الطاقة لديها. ونيوم هي مثال آخر، وهي مدينة مستقبلية ومشروع منطقة اقتصادية يهدف إلى تشغيلها بالكامل بالطاقة المتجددة.
وتستثمر المملكة العربية السعودية أيضًا في إنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي لديه القدرة على إزالة الكربون من مختلف القطاعات، بما في ذلك الصناعة والنقل. تستفيد البلاد من مواردها الشمسية الهائلة لإنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال التحليل الكهربائي.
التمويل والاستثمار الأخضر
وخلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، تم الإعلان عن العديد من الالتزامات المالية والاستثمارات لدعم المشاريع الصديقة للمناخ، سواء على المستوى العالمي أو داخل دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وعلى المستوى الدولي، تعهدت الدول بزيادة تمويل المناخ لمساعدة الدول النامية في جهودها للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، كان هناك تركيز على تعبئة الأموال لمشاريع الطاقة المتجددة والبنية التحتية المستدامة، بما يتماشى مع التزام الدولة بالتحول إلى الطاقة النظيفة. على سبيل المثال، تعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم 30 مليار دولار لصندوق جديد يهدف إلى الاستثمار في مشاريع صديقة للمناخ في جميع أنحاء العالم.
وفي المملكة العربية السعودية، تم التركيز على الاستثمارات في مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، مما يشير إلى التزام البلاد بتنويع اقتصادها والحد من انبعاثات الكربون.
نقل التكنولوجيا والابتكار
كانت تقنيات الطاقة الشمسية المتطورة وحلول تخزين الطاقة وأنظمة إدارة الشبكات من بين أبرز الأحداث المتعلقة بالطاقة النظيفة والابتكارات في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، حيث كشفت عن إمكانية تقليل انبعاثات الكربون بشكل كبير، وزيادة كفاءة الطاقة، ودفع اعتماد مصادر الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط. شرق.
ومع وفرة أشعة الشمس في المنطقة والطلب المتزايد على الطاقة، فإن التقنيات المعروضة لديها القدرة ليس فقط على تسريع تحول دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط الأوسع إلى الطاقة النظيفة، بل أيضًا وضع المنطقة كشركة رائدة عالميًا في إنتاج واستهلاك الطاقة المستدامة.
وقد ناقش المندوبون موضوعات مختلفة، مثل مسرع الاستدامة من شركة IBM، باستخدام البيانات والذكاء الاصطناعي لمساعدة المجتمعات الأكثر عرضة لتغير المناخ. واستكشفت جلسات أخرى كيف يمكن للتكنولوجيا سد الفجوة بين شمال العالم وجنوبه، وكشفت كيف يمكن لمركز التكنولوجيا العالمي أن يسهل العمل المناخي.
القرارات والاتفاقيات
لقد تقرر بالفعل أن البلدان لا تحقق أهدافها المناخية على النحو المبين في اتفاق باريس. ومع ذلك، فقد أتاح مؤتمر COP28 فرصة للتغلب على هذا التأخير من خلال مناقشة أهداف خفض الانبعاثات وزيادة تمويل المناخ.
وشدد المؤتمر على أهمية الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، بما يتماشى مع التركيز المتزايد في منطقة الخليج على مشاريع الطاقة النظيفة. كما تم التوصل إلى اتفاقيات لتسهيل نقل تقنيات الطاقة النظيفة، والتي يمكن أن تسرع اعتماد مصادر الطاقة المتجددة في منطقة الخليج العربي.
ومع ذلك، هناك عدد قليل من المجالات التي تحتاج إلى مزيد من المناقشات لإيجاد أرضية مشتركة. على وجه الخصوص، كانت الدعوة العاجلة إلى "التخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري محل نقاش كبير وجدل في المشاعر.
التداعيات المحلية والإقليمية
من المرجح أن تدفع نتائج مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى تبني سياسات مناخية أكثر طموحاً، وتسريع انتقالهما إلى مصادر طاقة أنظف وأكثر استدامة، والاستثمار في تدابير المرونة للتخفيف من آثار تغير المناخ - ولكنها تعمل لصالحهما.
ونظراً لضعف المنطقة أمام التأثيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه، يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تعزيز استراتيجيات التكيف مع المناخ، بما في ذلك الاستثمارات في الحفاظ على المياه، ومنع التصحر، والبنية التحتية المرنة.
وعلى وجه الخصوص، من المرجح أن تعمل المنطقة على تعزيز التزامات الطاقة المتجددة، وتحسين تدابير كفاءة استخدام الطاقة، والاستثمار في تطوير الهيدروجين الأخضر، والتأكيد على التخطيط الحضري المستدام، والذي تم بالفعل إنجاز الكثير منه.
هناك احتمال إضافي بأن تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية باستكشاف آليات تسعير الكربون، مثل ضرائب الكربون أو أنظمة تداول الانبعاثات، لتحفيز خفض الانبعاثات.
افاق المستقبل
يتمتع مؤتمر COP28 بالقدرة على تحفيز التأثيرات التحويلية طويلة المدى على العمل المناخي العالمي وجهود الاستدامة، مما يدفع الدول إلى وضع أهداف أكثر طموحًا، والاستثمار في الطاقة المتجددة، واعتماد تقنيات أنظف، وتعزيز القدرة على التكيف مع المناخ.
بالنسبة لشبه الجزيرة العربية، قد يكون مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) بمثابة لحظة محورية، تلهم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لتسريع انتقالهما إلى اقتصادات مستدامة ومنخفضة الكربون، مما يشكل مثالاً إيجابياً للمنطقة.
بينما يواجه العالم تحديات تغير المناخ المعقدة، تؤكد نتائج مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) على ضرورة التعاون الدولي والالتزامات الطموحة لتأمين مستقبل أكثر استدامة ومرونة للجميع. في اولين غروب، نقدم خدمات استشارية لدفع الشركات في مجال الزراعة نحو النمو المستدام.
اقرأ أحدث رؤانا وأفكارنا ووجهات نظرنا التي تستكشف الاتجاهات التي تشكل المستقبل من رجال الأعمال والمجتمع. وتسير خدماتنا الاستشارية جنبًا إلى جنب مع هذه الأفكار، تأكيد مكانتنا كقادة الصناعة. تواصل معنا لمعرفة المزيد عن موقعنا الخدمات الاستشارية والخبرة الصناعية.